Saturday, August 8, 2009

هل يجوز شرعا تسيير المظاهرات السلمية؟

هل يجوز شرعا تسيير المظاهرات السلمية؟
موقع القرضاوي/ 5-2-2008

تلقى فضيلة العلامة القرضاوي - رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين - استفساراً من أحد القراء حول جواز تنظيم المظاهرات في الإسلام للتعبير عن معارضة قضايا ما في الشآن السياسي أو الإقتصادي مثلاً، فهل تنظيمها حرام كما يرى بعض العلماء انطلاقاً من أنها بدعة يرفضها الاسلام.وكما جاء على لسان السائل :ما رأي فضيلتكم فيما ذكره بعض العلماء من عدم مشروعية تسيير المسيرات والمظاهرات، تأييدا لمطالب مشروعة، أو تعبيرا عن رفض أشياء معينة في مجال السياسة، أو الاقتصاد، أو العلاقات الدولية، أو غيرها.
وقال هذا العالم: إن تنظيم هذه المسيرات أو الدعوة إليها، أو المشاركة فيها حرام.
ودليله على ذلك: أن هذه بدعة لم يعرفها المسلمون، وليست من طرائق المسلمين، وإنما هي مستوردة من بلاد اليهود والنصارى والشيوعيين وغيرهم من الكفرة والملحدين.
وتحدّى هذا العالم من يأتيه بواقعة واحدة، سارت فيها مظاهرة كبيرة أو صغيرة، في عهد الرسول أو الصحابة.
وإذا كانت هذه المسيرات تعبّر عن الاحتجاج على الحكومة، فهذا خروج على المنهج الإسلامي في إسداء النصيحة للحكام، والمعروف: أن الأولى في هذه النصيحة أن تكون بين الناصح والحاكم، ولا تكون على الملأ.
على أن هذه المسيرات كثيرا ما يستغلّها المخرّبون، و يقومون بتدمير الممتلكات، وتخريب المنشآت. ولذا وجب منعها سدا للذرائع.
فهل هذا الكلام مسلّم من الوجهة الشرعية؟ وهل يسوغ للناس في أنحاء العالم: أن يسيروا المظاهرات للتعبير عن مطالبهم الخاصة أو العامة، وأن يـؤثروا في الرأي العام من حولهم، وبالتالي يؤثِّرون على الحكام وأصحاب القـــرار، إلا المسلمين دون غيرهم، يحرم عليهم استعمال هذه الوسيلة التي أصبحت عالمية؟
نرجو أن نسمع منكم القول الفصل، الموثق بأدلة الشرع، في هذه الفضية الخطيرة، التي غدت تهم كل الناس في سائر الأقطار والقارات. وفقكم الله وسددكم.
عدد من طلاب العلم الشرعي
وفي رده على السائل أفاد فضيلته بقوله:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن ابتع هداه...أما بعد
فمن حق المسلمين - كغيرهم من سائر البشر- أن يسيروا المسيرات وينشئوا المظاهرات، تعبيرا عن مطالبهم المشروعة، وتبليغا بحاجاتهم إلى أولي الأمر، وصنّاع القرار، بصوت مسموع لا يمكن تجاهله. فإن صوت الفرد قد لا يسمع، ولكن صوت المجموع أقوى من أن يتجاهل، وكلما تكاثر المتظاهرون، وكان معهم شخصيات لها وزنها: كان صوتهم أكثر إسماعا وأشد تأثيرا. لأن إرادة الجماعة أقوى من إرادة الفرد، والمرء ضعيف بمفرده قوي بجماعته. ولهذا قال تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى}[المائدة:2]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضا" وشبّك بين أصابعه .
ودليل مشروعية هذه المسيرات: أنها من أمور (العادات) وشؤون الحياة المدنية، والأصل في هذه الأمور هو: الإباحة.
وهذا ما قررته بأدلة - منذ ما يقرب من نصف قرن- في الباب الأول من كتاب: (الحلال والحرام في الإسلام) الذي بين في المبدأ الأول أن القاعدة الأولى من هذا الباب: (أن الأصل في الأشياء الإباحة). وهذا هو القول الصحيح الذي اختاره جمهور الفقهاء والأصوليين.
فلا حرام إلا ما جاء بنص صحيح الثبوت، صريح الدلالة على التحريم. أما ما كان ضعيفا في مسنده أو كان صحيح الثبوت، ولكن ليس صريح الدلالة على التحريم، فيبقى على أصل الإباحة، حتى لا نحرم ما أحل الله.
ومن هنا ضاقت دائرة المحرمات في شريعة الإسلام ضيقا شديدا، واتسعت دائرة الحلال اتساعا بالغا. ذلك أن النصوص الصحيحة الصريحة التي جاءت بالتحريم قليلة جدا، وما لم يجئ نص بحله أو حرمته، فهو باق على أصل الإباحة، وفي دائرة العفو الإلهي.
وفي هذا ورد الحديث: "ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرم فهو حرام، وما سكت عنه عفو، فاقبلوا من الله عافيته، فإن الله لم يكن لينسى شيئا". وتلا: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} [مريم:64].
وعن سلمان الفارسي: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السمن والجبن والفراء فقال: "الحلال ما أحل الله في كتابه، والحرام ما حرّم الله في كتابه، وما سكت عنه فهو مما عفا لكم" ، فلم يشأ عليه الصلاة والسلام أن يجيب السائلين عن هذه الجزئيات، بل أحالهم على قاعدة يرجعون إليها في معرفة الحلال والحرام، ويكفي أن يعرفوا ما حرم الله، فيكون كل ما عداه حلالا طيبا.
وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدودا فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها" .
وأحب أن أنبه هنا على أن أصل الإباحة لا يقتصر على الأشياء والأعيان، بل يشمل الأفعال والتصرفات التي ليست من أمور العبادة، وهي التي نسميها: (العادات أو المعاملات) فالأصل فيها عدم التحريم وعدم التقييد إلا ما حرّمه الشارع وألزم به، وقوله تعالى: {وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ}[الأنعام:119]، عام في الأشياء والأفعال.


وهذا بخلاف العبادة فإنها من أمر الدين المحض الذي لا يؤخذ إلا عن طريق الوحي، وفيها جاء الحديث الصحيح: "من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد" ، وذلك أن حقيقة الدين تتمثل في أمرين: ألا يُعبد إلا الله، وألا يُعبد إلا بما شرع، فمن ابتدع عبادة من عنده - كائنا من كان- فهي ضلالة ترد عليه، لأن الشارع وحده هو صاحب الحق في إنشاء العبادات التي يُتقرب بها إليه.
وأما العادات أو المعاملات فليس الشارع منشئا لها، بل الناس هم الذين أنشأوها وتعاملوا بها، والشارع جاء مصححا لها ومعدلا ومهذبا، ومقرا في بعض الأحيان ما خلا عن الفساد والضرر منها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن تصرفات العباد من الأقوال والأفعال نوعان: عبادات يصلح بها دينهم، وعادات يحتاجون إليها في دنياهم، فباستقراء أصول الشريعة نعلم أن العبادات التي أوجبها الله أو أحبها لا يثبت الأمر بها إلا بالشرع.
وأما العادات فهي ما اعتاده الناس في دنياهم مما يحتاجون إليه. والأصل فيه عدم الحظر، فلا يحظر منه إلا ما حظره الله سبحانه وتعالى، وذلك لأن الأمر والنهي هما شرع الله، والعبادة لا بد أن تكون مأمورا بها، فما لم يثبت أنه مأمور به - أي من العادات - كيف يحكم عليه بأنه محظور؟
ولهذا كان أحمد وغيره من فقهاء أهل الحديث يقولون: إن الأصل في العبادات التوقيف، فلا يشرع منها إلا ما شرعه الله، وإلا دخلنا في معنى قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ}[الشورى:21].
والعادات الأصل فيها العفو، فلا يحظر منها إلا ما حرّمه الله، وإلا دخلنا في معنى قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلاً}[يونس:59].
وهذه قاعدة عظيمة نافعة، وإذا كان كذلك فنقول:
البيع، والهبة، والإجارة، وغيرها من العادات التي يحتاج الناس إليها في معاشهم - كالأكل والشرب واللباس- فإن الشريعة قد جاءت في هذه العادات بالآداب الحسنة، فحرمت منها ما فيه فساد، وأوجبت ما لا بد منه، وكرهت ما لا ينبغي، واستحبت ما فيه مصلحة راجحة في أنواع هذه العادات ومقاديرها وصفاتها.
وإذا كان كذلك، فالناس يتبايعون ويستأجرون كيف يشاءون، ما لم تحرم الشريعة، كما يأكلون ويشربون كيف شاءوا ما لم تحرم الشريعة - وإن كان بعض ذلك قد يستحب، أو يكون مكروها - وما لم تحد الشريعة في ذلك حدا، فيبقون فيه على الإطلاق الأصلي) .انتهى.
ومما يدل على هذا الأصل المذكور ما جاء في الصحيح عن جابر بن عبد الله قال: "كنا نعزل والقرآن ينزل، فلو كان شيء ينهى عنه لنهى عنه القرآن" .
فدل على أن ما سكت عنه الوحي غير محظور ولا منهي عنه، وأنهم في حل من فعله حتى يرد نص بالنهي والمنع، وهذا من كمال فقه الصحابة رضي الله عنهم، وبهذا تقررت هذه القاعدة الجليلة، ألا تشرع عبادة إلا بشرع الله، ولا تحرم عادة إلا بتحريم الله.
والقول بأن هذه المسيرات (بدعة) لم تحدث في عهد رسول الله ولا أصحابه، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار: قول مرفوض؛ لأن هذا إنما يتحقق في أمر العبادة وفي الشأن الديني الخالص. فالأصل في أمور الدين (الاتباع) وفي أمور الدنيا (الابتداع) .
ولهذا ابتكر الصحابة والتابعون لهم بإحسان: أمورا كثيرة لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. ومن ذلك ما يعرف بـ (أوليات عمر) وهي الأشياء التي ابتدأها عمر رضي الله عنه، غير مسبوق إليها. مثل: إنشاء تاريخ خاص للمسلمين، وتمصير الأمصار، وتدوين الدواوين، واتخاذ دار للسجن، وغيرها.
وبعد الصحابة أنشأ التابعون وتلاميذهم أمورا كثيرة، مثل: ضرب النقود الإسلامية، بدل اعتمادهم على دراهم الفرس، ودنانير الروم، وإنشاء نظام البريد، وتدوين العلوم وإنشاء علوم جديدة مثل: علم أصول الفقه، وعلوم النحو والصرف والبلاغة، وعلم اللغة، وغيرها.
وأنشأ المسلمون (نظام الحسبة) ووضعوا له قواعد وأحكاما وآدابا، وألّفوا فيه كتبا شتّى.
ولهذا كان من الخطأ المنهجي: أن يطلب دليل خاص على شرعية كل شأن من شؤون العادات، فحسبنا أنه لا يوجد نص مانع من الشرع.
ودعوى أن هذه المسيرات مقتبسة أو مستوردة من عند غير المسلمين: لا يثبت تحريما لهذا الأمر، ما دام هو في نفسه مباحا، ويراه المسلمون نافعا لهــم." فالحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها فهو أحق الناس بها" .
وقد اقتبس المسلمون في عصر النبوة طريقة حفر الخندق حول المدينة، لتحصينها من غزو المشركين، وهي من طرق الفرس.
واتخذ الرسول صلى الله عليه وسلم خاتما. حيث أشير عليه أن يفعل ذلك، فإن الملوك والأمراء في العالم، لا يقبلون كتابا إلا مختوما.
واقتبس الصحابة نظام الخراج من دولة الفرس العريقة في المدنية والتنظيم.
واقتبسوا كذلك تدوين الدواوين، من دولة الروم، لما لها من عراقة في ذلك.
وترجم المسلمون الكتب التي تتضمن (علوم الأوائل) أي الأمم المتقدمة، التي طورها المسلمون وهذبوها وأضافوا إليها، وابتكروا فيها مثل: (علم الجبر) بشهادة المنصفين من مؤرخي العلم.
ولم يعترضوا إلا على (الجانب الإلهي) في التراث اليوناني؛ لأن الله تعالى أغناهم بعقيدة الإسلام عن وثنية اليونان وما فيها من أساطير وأباطيل.
ومن نظر إلى حياتنا المعاصرة في شتى المجالات: وجد فيها كثيرا جدا مما اقتبسناه من بلاد الغرب: في التعليم والإعلام والاقتصاد والإدارة والسياسة وغيرها.
ففكرة الدستور، والانتخابات بالصورة المعاصرة، وفصل السلطات، وإنشاء الصحافة والإذاعة والتلفزة، بوصفها أدوات للتعبير والتوجيه والترفيه، وإنجاز الشبكة الجبارة للمعلومات (الإنترنت).
والتعليم بمؤسساته وتقسيماته وترتيباته ومراحله وآلياته المعاصرة، مقتبس في معظمه من الغرب.
والشيخ رفاعة الطهطاوي، حين ذهب إلى باريس إماما للبعثة المصرية، ورأى من ألوان المدنية ما رأى، بهرته الحضارة الحديثة، وعاد لينبه قومه إلى ضرورة الاقتباس مما سبق به الأوربيون، حتى لا يظلوا يتقدمون ونحن نتأخر.
ومن يومها بدأ المصريون، وبدأ معهم كثير من العرب، وقبلهم بدأ العثمانيون في اقتباس ما عند الغربيين.
كل هذه مقتبسات من الغرب الذي تفوق علينا وسبقنا بها، ولم نجد بدا من أن نأخذها عنه، ولم تجد نكيرا من أحد من علماء الشرع ولا من غيرهم فأقرها العرف العام. وقد أخذ الغرب عنا من قبل واقتبس منا، وانتفع بعلومنا أوائل نهضته {وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}[آل عمران:140].
المهم أن نأخذ ما يلائم عقائدنا وقيمنا وشرائعنا، دون ما يناقضها أو ينقضها. فالناقل هو الذي يأخذ من غيره ما ينفعه لا ما يضره. وأهم ما يأخذه المسلم من غيره: ما كان متعلقا بشؤون الحياة المتطورة، وجله يتصل بالوسائل والآليات التي طابعها المرونة والتغير، لا بالأهداف والمبادئ التي طابعها الثبات والبقاء.
على أن ما ذكره السائل أو السائلون، من نسبة هذه المظاهرات أو المسيرات إلى الشيوعيين الملحدين: غير صحيح، فالأنظمة الشيوعية لا تسمح بهذه المسيرات إطلاقا؛ لأن هذه الأنظمة الشمولية القاهرة تقوم على كبت الحريات، وتكميم الأفواه، والخضوع المطلق لسلطان الحكم وجبروته.
قاعدتان مهمتان
وأود أن أقرر هنا قاعدتين في غاية الأهمية:
1- قاعدة المصلحة المرسلة:
الأولى هي: قاعدة المصلحة المرسلة، فهذه الممارسات التي لم ترد في العهد النبوي، ولم تعرف في العهد الراشدي، ولم يعرفها المسلمون في عصورهم الأولى، وإنما هي من مستحدثات هذا العصر: إنما تدخل في دائرة (المصلحة المرسلة) وهي التي لم يرد من الشرع دليل باعتبارها ولا بإلغائها.
وشرطها: أن لا تكون من أمور العبادات حتى لا تدخل في البدعة، وأن تكون من جنس المصالح التي أقرها الشرع، والتي إذا عرضت على العقول، تلقتها بالقبول، وألا تعارض نصا شرعيا، ولا قاعدة شرعية.
وجمهور فقهاء المسلمين يعتبرون المصلحة دليلا شرعيا يبنى عليها التشريع أو الفتوى أو القضاء، ومن قرأ كتب الفقه وجد مئات الأمثلة من الأحكام التي لا تعلل إلا بمطلق مصلحة تجلب، أو ضرر يدفع.
وكان الصحابة - وهم أفقه الناس لهذه الشريعة- أكثر الناس استعمالا للمصلحة واستنادا إليها.
وقد شاع أن الاستدلال بالمصلحة المرسلة خاص بمذهب المالكية، ولكن الإمام شهاب الدين القرافي المالكي (684هـ ) يقول - ردا على من نقلوا اختصاصها بالمالكي-:
(وإذا افتقدت المذاهب وجدتهم إذا قاسوا أو جمعوا أو فرقوا بين المسألتين، لا يطلبون شاهدا بالاعتبار لذلك المعنى الذي جمعوا أو فرقوا، بل يكتفون بمطلق المناسبة، وهذا هو المصلحة المرسلة، فهي حينئذ في جميع المذاهب) .
2- للوسائل حكم المقاصد:
والقاعدة الثانية: هي أن للوسائل في شؤون العادات حكم المقاصد، فإذا كان المقصد مشروعا في هذه الأمور، فإن الوسائل إليه تأخذ حكمه، ولم تكن الوسيلة محرمة في ذاتها.
ولهذا حين ظهرت الوسائل الإعلامية الجديدة، مثل (التلفزيون) كثر سؤال الناس عنها: أهي حلال أم حرام؟
وكان جواب أهل العلم: أن هذه الأشياء لا حكم لها في نفسها، وإنما حكمها بحسب ما تستعمل له من غايات ومقاصد. فإذا سألت عن حكم (البندقية) قلنا: إنها في يد المجاهد: عون على الجهاد ونصرة الحق ومقاومة الباطل، وهي في يد قاطع الطريق: عون على الجريمة والإفساد في الأرض، وترويع الخلق.
وكذلك التلفزيون: من يستخدمه في معرفة الأخبار، ومتابعة البرامج النافعة ثقافيا وسياسيا واقتصاديا، بل والبرامج الترفيهية بشروط وضوابط معينة، فهذا لا شك في إباحته ومشروعيته، بل قد يتحول إلى قربة وعبادة بالنية الصالحة. بخلاف من يستخدمه للبحث عن الخلاعة والمجون وغيرها من الضلالات في الفكر والسلوك.
وكذلك هذه المسيرات والتظاهرات، إن كان خروجها لتحقيق مقصد مشروع، كأن تنادي بتحكيم الشريعة، أو بإطلاق سراح المعتقلين بغير تهمة حقيقية، أو بإيقاف المحاكمات العسكرية للمدنيين، أو بإلغاء حالة الطوارئ التي تعطي للحكام سلطات مطلقة. أو بتحقيق مطالب عامة للناس مثل: توفير الخبز أو الزيت أو السكر أو الدواء أو البنزين، أو غير ذلك من الأهداف التي لا شك في شرعيتها. فمثل هذا لا يرتاب فقيه في جوازه.
وأذكر أني كنت في سنة 1989م في الجزائر، وقد شكا إلي بعض الأخوات من طالبات الجامعة من الملتزمات والمتدينات، من مجموعة من النساء العلمانيات أقمن مسيرة من نحو خمسمائة امرأة، سارت في شوارع العاصمة، تطالب بمجموعة من المطالب تتعلق بالأسرة أو ما يسمى ( قانون الأحوال الشخصية) مثل: منع الطلاق، أو تعدد الزوجات، أو طلب التسوية بين الذكر والأنثى في الميراث، أو إباحة تزوج المسلمة من غير المسلم، ونحو ذلك.
فقلت للطالبات اللائي سألنني عن ذلك: الرد على هذه المسيرة العلمانية: أن تقود المسلمات الملتزمات مسيرة مضادة، من خمسمائة ألف امرأة! أي ضعف المسيرة الأولى ألف مرة! تنادي باحترام قواطع الشريعة الإسلامية.
وفعلا بعد أشهر قليلة أقيمت مسيرة مليونية عامتها من النساء تؤيد الشريعة، وإن شارك فيها عدد محدود من الرجال.
فهذه المسيرة - بحسب مقصدها- لا شك في شرعيتها، بخلاف المسيرة الأخرى المعارضة لأحكام الشريعة القطعية، لا يستطيع فقيه أن يفتي بجوازها.
سد الذرائع
أما ما قيل من منع المسيرات والتظاهرات السلمية، خشية أن يتخذها بعض المخربين أداة لتدمير الممتلكات والمنشآت، وتعكير الأمن، وإثارة القلاقل. فمن المعروف: أن قاعدة سد الذرائع لا يجوز التوسع فيها، حتى تكون وسيلة للحرمان من كثير من المصالح المعتبرة.
ويكفي أن نقول بجواز تسيير المسيرات إذا توافرت شروط معينة يترجح معها ضمان ألا تحدث التخريبات التي تحدث في بعض الأحيان. كأن تكون في حراسة الشرطة، أو أن يتعهد منظموها بأن يتولوا ضبطها بحيث لا يقع اضطراب أو إخلال بالأمن فيها، وأن يتحملوا المسؤولية عن ذلك. وهذا المعمول به في البلاد المتقدمة ماديا.
في السنة دليل على شرعية المسيرات
أعتقد أن فيما سقناه من الأدلة والاعتبارات الشرعية، ما يكفي لإجازة المسيرات السلمية إذا كانت تعبر عن مطالب فئوية أو جماهيرية مشروعة.
وليس من الضروري أن يطلب دليل شرعي خاص على ذلك، مثل نص قرآني أو نبوي، أو واقعة حدثت في عهد النبوة أو الخلافة الراشدة.
ومع هذا، نتبرع بذكر واقعة دالة، حدثت في عهد النبوة، وذلك عندما أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
فبعد أن يسرد عمر رضي الله عنه قصة إسلامه، ولنستمع إلى عمر نفسه، وهو يقص علينا نبأ هذه المسيرة. حتى إذا دخل دار الأرقم ابن أبي الأرقم معلنا الشهادتين يقول: (فقلت: يا رسول الله ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا ؟ قال: "بلى، والذي نفسي بيده، إنكم على الحق إن متم وإن حييتم" قال: فقلت: ففيم الاختفاء ؟ والذي بعثك بالحق لتخرجن، فأخرجناه في صفين: حمزة في أحدهما، وأنا في الآخر، له كديد ككديد الطحين، حتى دخلنا المسجد، قال: فنظرت إليّ قريش وإلى حمزة، فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها. فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ الفاروق) .
ومن تتبع السيرة النبوية، والسنة المحمدية، لا يعدم أن يجد فيها أمثلة أخرى.

Wednesday, August 5, 2009

Baiki Diri, Ajak Orang Lain

Dari Buku: Thariqud Dakwah atau Jalan Dakwah
Penulis: Syaikh Mustafa Masyhur


Perbaikilah dirimu dan ajak orang lain. Itulah pertama untuk satu-satunya jalan dalam rangka membangun persatuan kaum muslimin, meninggikan mereka supaya mereka dapat menduduki tempat yang wajar sebagaimana yang dikehendaki oleh Allah, sebagai golongan manusia yang memberi pengajaran kepada manusia serta menunjukkan mereka kepada siratul mustaqim.
"Kamu adalah umat yang terbaik yang dilahirkan untuk manusia, menyeru kepada yang ma’ruf, dan mencegah dari yang mungkar dan beriman kepada Allah." Ali Imran: 110
"Dan demikian (pula) Kami telah menjadikan kamu (umat Islam) umat yang adil dan pilihan agar kamu menjadi saksi atas (perbuatan) manusia dan agar rasul (Muhammad) menjadi saksi atas (pebuatan) kamu." Al-Baqarah: 143
Tujuan memperbaiki diri adalah untuk mewujudkan pejuang dakwah yang sahih. Tujuan menyeru orang lain adalah untuk memperbanyak golongan mukmin yang benar. Kemudian mereka akan mengikat janji untuk bersaudara dan berkasih sayang untuk menjadi satu dasar yang kokoh yang mempunyai iman yang teguh.
Di atasnyalah didirikan bangunan Islam yang menjulang tinggi yang merealisasikan kebenaran dan menghapuskan kebatilan, hingga muslimin menjadi pemimpin dunia dan beroleh bahagia di akhirat dan akhirnya janji Allah menjadi nyata di hadapan manusia.
"Dialah yang mengutuskan RasulNya dengan membawa petunjuk dan agama yang hak agar dimenangkannya terhadap semua agama. Cukuplah Allah sebagai saksi." Al-Fath: 28
Kita telah membahas bagian pertama tentang memperbaiki diri dengan uraian serba ringkas serta beberapa penekanan. Sebelum saya membahas bagian kedua, yaitu mengajak orang lain kepada Allah, sebaiknya saya mengingatkan bahwa orang yang kita seru untuk melalui jalan Allah, melalui jalan dakwah Islam, bahwa apa yang kita serukan kepadanya adalah semata-mata untuk memperbaiki dirinya dan menyeru manusia kepada Allah. Ini merupakan perkara yang terpenting dalam urusan hidup mereka bahkan inilah perkara yang menentukan hidup mereka. Oleh karena itu, siapa yang layak dalam perkara itu wajiblah ia memberi perhatian yang utama dan pertama kepada perkara itu.
Sesungguhnya kita menyeru dia dan manusia kepada satu perniagaan yang tidak merugikan. Perniagaan yang melepaskan kita dari azab Allah. Dan ada padanya nikmat yang kekal, yaitu syurga dan tempat-tempat kediaman yang baik. Di samping itu ada padanya pertolongan dan pemberian kuasa dari Allah:
"Hai orang-orang yang beriman, sukakah kamu Aku tunjukkan satu perniagaan yang dapat menyelamatkan kamu dari azab yang pedih? Yaitu kamu beriman kepada Allah dan rasulNya dan berjihad di jalan Allah dengan harta dan jiwamu. Itulah yang lebih baik bagi kamu jika kamu mengetahui, niscaya Allah akan mengampuni dosa-dosamu dan memasukkan kamu ke dalam syurga yang mengalir di bawahnya sungai-sungai 'Adn'. Itulah keberuntungan yang besar. Dan ada lagi kurnia yang lain yang kamu sukai yaitu pertolongan dari Allah dan kemenangan yang dekat waktunya. Dan sampaikanlah berita gembira kepada orang-orang yang beriman. " As-Saff: 9-13
Ini adalah satu urusan yang penting dan besar. Sesungguhnya kita menyeru para aktivis dakwah supaya menyerahkan diri dan segala apa yang ada pada mereka untuk perjuangan di jalan Allah. Kemudian, mereka juga mengajak yang lain untuk menyerahkan dirinya dan segala apa yang ada padanya di jalan Allah.
Kita tidak menyeru manusia supaya membeli saham di dalam satu rancangan perniagaan atau pertanian atau perusahaan untuk melipatgandakan harta saudara yang berlebihan dari keperluan saudara. Tetapi kita menyeru saudara kepada satu perniagaan dengan Allah.
Dialah, Allah, yang membeli dari kita, diri kita dan harta kita dengan harga yang mahal. Ketahuilah bahwa harganya adalah syurga yang seluas langit dan bumi. Maka adakah lagi di sana satu perkara yang dapat menandingi perkara yang paling besar dan menentukan kesudahan kita?
Sekiranya para pengusaha dan ahli perniagaan dunia mengorbankan usaha mereka untuk melariskan barang perniagaan mereka, memajukan rancangan mereka, menyebarkan iklan barang-barang mereka, mempamerkan dengan baik dan menarik hati manusia padanya dan menonjolkan keuntungan yang diperolehi daripadanya. Alangkah baiknya kita mengorbankan segala usaha kita untuk dakwah di jalan Allah, dakwah Islam yang memang lebih layak menerima layanan dari kita.
Kita tunjukkan dakwah itu kepada manusia dengan cara yang sebaik-baiknya. Kita kemukakan kepada mereka, menggembirakan hati mereka supaya mereka dapat menerima dengan senang dan puas hati. Kita mesti bersabar melakukannya. Alangkah besarnya keuntungan yang akan pulang kepada pendukung dakwah yang menyeru manusia kepada Allah dan orang yang diseru apabila dia menyahut seruan pendukung dakwah Islam.
Urusan dakwah kepada Allah tidak dapat disimpulkan dengan satu atau dua tajuk rencana, tetapi kita perlu merujuk kembali kepada buku-buku, risalah-risalah dan artikel-artikel yang ditulis di sekitar dakwah dan pendukung dakwah. Juga, tidak boleh tidak, mesti melibatkan diri secara langsung dengannya dalam urusan dakwah yang membentuk da'i Ilallah yang membersihkan dan memberikannya pengalaman dan latihan. Memadailah di sini dengan menyebutkan beberapa pandangan dan ketenangan yang dapat dijadikan petunjuk. Semoga Allah memberkatinya.
Hendaklah diketahui bahwa para pendukung dakwah pada hari ini bukanlah para pendukung dakwah semalam karena mereka pada hari ini adalah golongan yang terpelajar yang telah dipersiapkan, yang telah dilatih. Mereka terdiri dari golongan profesional (terutamanya di negara barat) di mana mereka mengkhususkan satu pasukan yeng terlatih bagi tiap-tiap fikrah untuk menjelaskan perkara yang samar dan memunculkan perkara yang baik, dan mereka telah berupaya melakukan berbagai cara penyebaran dan jalan-jalan di'ayah dan propaganda serta mencari jalan yang paling hampir dan mudah dipercayai dan diterima pada jiwa manusia.
18.1 Kemuliaan dan Kepercayaan (Tsiqah)
Kemuliaan dan kebanggaan apa lagi yang saudara mau setelah saudara menjadi pendukung dakwah, penyeru kepada Allah, karena sesungguhnya saudara menyeru kepada setinggi-tinggi cita-cita dan semulia-mulia tujuan. Sesungguhnya berdakwah kepada Allah itulah tugas Rasulullah s.a.w. kepada mereka semua. Tiap-tiap perkataan yang saudara serukan manusia kepada Allah, itulah sebaik-baik perkataan dan Allah telah menetapkan demikian dalam firmanNya:
"Siapakah yang lebih baik perkataannya daripada orang yang menyeru kepada Allah, mengerjakan yang saleh dan berkata. "Sesungguhnya aku termasuk orang-orang yang menyerah diri?" Fushilat: 33
"Dari kalangan orang-orang yang menyerah diri kepada Allah", adakah lagi di sana satu perkataan yang lebih mulia dari itu? Sesungguhnya kita menyeru manusia kepada kebenaran dan kebenaran inilah yang lebih patut diikuti. Apakah ada lagi selain kebenaran itu kecuali kesesatan.
Kita membawa mutiara dan cahaya supaya kita memandu manusia yang sesat di tengan-tengah kegelapan. Karena sesungguhnya kita berada di atas agama yang benar yang diterima oleh Allah dan yang lain selainnya adalah batil. Al-Quran inilah kitab Allah yang tidak mungkin dicampuri oleh kebatilan, apakah dari depan atau dari belakang.
Inilah kitab yang diturunkan dari Allah yang Maha Bijaksana lagi yang terpuji. Dunia pada hari ini sangat-sangat memerlukan agama ini untuk menyelamatkan kecelakaan yang menimpanya. Marilah kita berdakwah, yakinlah, percayalah dan berpuas hatilah kepada kesempurnaan dan ketinggian apa yang kita serukan kepadanya.
18.2 Beberapa Perkara Yang Berhubungan dengan Pendukung Dakwah
Ad-da'i ilallah, pendukung dakwah mestilah tahu bahwa melaksanakan tugas dakwah kepada Allah adalah perkara yang wajib dan bukanlah perkara sukarela saja. Dia mesti berdakwah setiap masa, setiap tempat dan dalam situasi dan kondisi apa pun walaupun di dalam penjara atau di bawah tekanan dan kesusahan. Sekalipun dia mengalami gangguan dan ujian, lantaran berdakwah kepada Allah, janganlah perkara tersebut menghalanginya dari meneruskan dakwahnya demi membawa kebaikan kepada manusia dengan kesabaran dan hanya mengharap pertolongan dan ganjaran dari Allah.
Allah berfirman:
"Siapakah yang lebih baik perkataannya daripada orang yang menyeru kepada Allah, mengerjakan amal saleh dan berkata: "Sesungguhnya aku termasuk orang-orang yang menyerah diri?". Dan tidaklah sama kebaikan dan kejahatan. Tolaklah (kejahatan itu) dengan cara yang lebih baik, maka tiba-tiba orang yang diantara kamu dan dia ada permusuhan seolah-olah telah menjadi teman yang sangat setia. Sifat-sifat yang baik itu tidak dianugerahkan melainkan kepada orang-orang yang mempunyai keberuntungan yang besar". Fushilat: 33-35
Imam as-Syahid telah memberi wasiat dalam pengertian ini dengan berkata:
"Jadilah kamu di kalangan manusia seperti pohon buah. Mereka melemparnya dengan batu, tetapi dia membalas mereka dengan buah". Dan berkata lagi: "Wahai saudaraku sesungguhnya saudara hanyalah beramal untuk dua tujuan: Supaya saudara berjaya dan menunaikan tugas yang wajib. Sekiranya tujuan pertama gagal, yaitu tidak ada orang yang menyahut seruan saudara, janganlah pula saudara terlepas dari yang kedua, yaitu saudara memang harus menunaikan kewajiban".
Para pendukung dakwah yang menyeru manusia kepada Allah, mestilah menyeru manusia kepada Allah dari markas kekuatan dan kemuliaan, bukan dari markas kelemahan dan kehinaan. Dari kedudukan orang yang percaya, yakin dan puas hati, bukan dari kedudukan orang yang ragu dan bimbang dan bukan dari kedudukan orang yang mempertahankan dan membela musuh-musuh Islam.
Para du'at kepada Allah mesti menjadi contoh teladan yang baik kepada apa yang diserukan dan benar-benar berjalan dengan apa yang diseru kepada manusia. Setiap yang diserukan itulah yang diperbuatnya, apa yang dikata itulah yang dilakukan, amalannya sesuai dengan kata-katanya. Supaya dia tidak terjatuh kepada kemurkaan Allah.
"Hai orang-orang yang beriman, mengapakah kamu mengatakan apa yang tidak kamu perbuat? Amat besar kebencian di sisi Allah bahwa kamu mengatakan apa-apa yang tiada kamu kerjakan". As-Saff: 2-3
Pendukung dakwah yang menyeru manusia mestilah ikhlas karena Allah di dalam dakwahnya. Tidak ada yang diharapkan daripadanya kecuali keredhaan Allah. Tidak mengharapkan pujian dan sanjungan dari manusia dan tidak harus menunggu untuk dikagumi ucapannya oleh manusia. Dia mesti berkata benar dan bersifat benar di dalam segala perkara supaya dia senantiasa dipercayai oleh manusia.
Ad-da'i kepada Allah mesti sabar, redha menanggung segala rintangan yang mengganggunya di tengah jalan. Ridha menanggung dan menerima segala penyiksaan, kritikan, ejekan dan berpalingnya manusia daripadanya. Dia mesti bersifat ramah pengasih, penyayang, lemah-lembut. Sebab yang demikian itu akan menyebabkan manusia sayang kepadanya dan menolongnya, tertarik hati kepadanya dan menggabungkan diri kepadanya dan benarlah Allah yang Maha" Agung:
"Maka disebabkan Rahmat dari Allahlah kamu berlaku lemah-lembut terhadap mereka. Sekiranya kamu bersikap keras lagi berhati kasar, tentulah mereka menjauhkan diri dari sekelilingmu ". Ali lmran: 159
Sahibud-dakwah mestilah bersifat Hilm tatkala mengendalikan dirinya di waktu marah. Jangan mudah marah dan melatah, mestilah berlapang dada dan berjiwa besar kepada setiap yang bertanya, yang mengkritik atau yang memberi nasihat sekalipun bagaimana cara nasihat yang paling baik dan mesti bersedia menerima nasihat dalam bentuk apa pun.
Sahibud-dakwah, pendukung dakwah kepada Allah, mestilh menghafaz al-Quran dan hadis Rasulullah s.a.w. selagi dia mampu berbuat demikian. Sebab yang demikian itu menolongnya mengambil dalil dari al-Quran dan Hadis Rasulullah s.a.w. dalam setiap urusan dan pengertian yang datang kepadanya.
Dia mesti mengetahui sirah yang harum peninggalan Rasulullah s.a.w. untuk memperoleh pengajaran, pendirian dan teladan. Sebab, ia dapat mempengaruhi dan memberi kesan di dalam jiwa. Dari sirah Rasulullah s.a.w. itu, sahibud dakwah yang menyeru manusia kepada Allah memperoleh uslub, cara dakwah dan cara harakah dalam berdakwah.
Dia patut menyediakan satu buku catatan ketika membaca kitab dan bersungguh-sungguh untuk mencatat hal-hal penting dan menarik dari bacaannya sebagai bekalan dalam jalan dakwah. Ini karena, terlalu bergantung kepada daya ingatan selalu mengkhianati tuannya. Jadi perlulah disediakan buku catatan atau buku peringatan.
Sahibud-dakwah perlu mengetahui berbagai urusan agamanya, karena dia senantiasa terarah kepada berbagai persoalan dan tafsiran. Dia juga perlu mempunyai pemikiran Islam supaya dia memandang segala perkara dan peristiwa dengan pandangan Islam dan menghukum segala sesuatu menurut kaca mata Islam.
Sahibud-dakwah, mesti mengetahui bahwa di samping mempunyai kefahaman yang teliti dan halus terhadap Islam, dia juga perlu kepada keimanan yang mendalam serta hubungan dan kepercayaan terhadap Allah. Inilah sebaik-baik bekalan di atas jalan dakwah.
18.3 Di Sekitar Uslub Dakwah
Uslub atau cara berdakwah adalah sebagian dari dakwah. Tingginya tujuan dan cita-cita yang kita seru manusia kepadanya tidaklah mencukupi kalau dilaksanakan dengan cara yang salah dan tidak proporsional. Ada kemungkinan uslub dan cara yang digunakan itu memburukkan suasana atau menyebabkan manusia lari dan menjauhkan diri dari dakwah kita akibat tidak sesuai dengan masa dan tempat. Untuk itu Allah telah memberi arahan kepada kita dengan firmanNya:
"Serulah (manusia) kepada jalan Tuhanmu dengan hikmah dan nasihat yang baik dan berdebatlah dengan mereka dengan cara yang paling baik". An-Nahl: 125
"bil-hikmah ": dengan kebijaksanaan, dengan hujah-hujah yang kuat dan bukti yang konkrit. Menyuruh orang berbuat baik dan melarang mereka dari berbuat munkar dan jahat mestilah dengan cara yang baik, sikap yang baik, kata-kata yang lemah lembut. Bukan dengan kasar dan keras.
Sahibud-dakwah mesti berani mengatakan perkara yang benar walaupun pahit, tetapi dengan cara yang menarik dan senang diterima oleh manusia. Di samping itu, dia tidak boleh bermuka dua, tidak boleh bersifat munafik walaupun dengan tujuan menarik hati manusia atau menggembirakan mereka dan menarik minat mereka kepadanya.
Dia harus tegas dan terus terang supaya manusia dapat mengenali kebenaran yang dibawanya. Karena sesungguhnya cara yang ambigi dan bersifat munafik, tidak sesuai dengan keagungan, kebenaran dan dakwah Allah yang diserukannya. Dan Allah telah memberi amaran kepada Rasulullah s.a.w di dalam firmanNya:
"Maka mereka menginginkan supaya kamu bersikap lunak lalu mereka bersikap lunak pula kepadamu ".Al-Qalam: 9
Mereka suka jika kamu tidak tegas, supaya mereka tidak tegas pula dengan kamu. Sahibud-dakwah perlu memahami jiwa manusia dan mengetahui anak kunci hati supaya dia mampu membuka pintu-pintu hati dan menyampaikan kepada manusia apa yang dikehendaki.
Jangan bertindak secara mendadak dengan membawa kepada mereka apa yang dibenci oleh jiwa mereka supaya mereka tidak terperanjat. Sahibud-dakwah mesti mengetahui terlebih dahulu dari mana dan bagaimana cara untuk memulakan setelah dikaji, ditapis dan disediakan segala apa yang diperlukan untuk urusan dakwah.
Sahibud-dakwah mestilah menentukan topik yang hendak dibicarakan supaya para pendengarnya mendapat faedah yang nyata dan jelas daripadanya. la mesti memperbaiki sistematika dan susunan pemaparan terhadap pengertian dan tajuk yang dibicarakan dengan susunan yang dapat menyokong dakwahnya supaya mereka berpuas hati dan menerimanya.
Sahibud-dakwah mestilah mampu memadukan akal, perasaan dan hati manusia di dalam uslubnya. Jangan berbicara dengan akal semata-mata tetapi ketandusan perasaan dan tidak pula semata-mata dengan perasaan dan hati saja tanpa kepuasan akal dan lojik. Isi perbicaraannya mestilah dapat diterima akal, menarik perasaan dan menawan hati sehingga akal, perasaan dan hati manusia berpuas hati dengannya.
Satu dari cara-cara yang berguna yang senantiasa mempunyai pengaruh yang paling berkesan dan baik adalah pembicaraan yang mampu memuaskan akidah manusia. la dimulai dengan memantapkan di hati manusia tentang kewujudan Allah, seterusnya menjelaskan hakikat risalah kita dan tugas kita dalam hidup ini. la disudahi dengan mengukuhkan, menegaskan bahwa Islam adalah manhaj, cara hidup, satu pegangan hidup yang sejahtera dan lengkap dan berusaha untuk memulakan kehidupan Islam dan menegakkan negara Islam (ad-daulah Islamiah) ini adalah satu tugas yang wajib kepada tiap-tiap muslim.
Sahibud-dakwah, yang menyeru manusia kepada Allah mestilah menyalakan harapan dan cita-cita yang mulia di kalangan para pendengarnya. Dia mestilah menyakinkan mereka bahwa masa depan adalah untuk kemenangan Islam dan abad ini adalah abad Islam, abad kemenangan Islam!
Dia perlu menghapuskan segala pengaruh dan kesan putus asa dari jiwa mereka supaya mereka tidak mudah beranjak dari prinsip Islam dan tidak bersikap beku dan jumud di tengah jalan dan tidak mau meneruskan perjalanan mereka di atas jalan dakwah.
Sekiranya sahibud-dakwah merasai dan melihat manusia berpaling daripadanya maka hendaklah dia mengoreksi kembali cara atau uslub dakwahnya karena boleh jadi caranya tidak tepat atau waktunya tidak sesuai, atau suasananya tidak sesuai menyebabkan berlaku perkara yang demikian.
Sahibud-dakwah mestilah berusaha bersungguh-sungguh supaya menggandingkan ilmu dengan amal supaya mereka mengamalkan ilmu yang telah diketahui, bukan hanya merupakan kepuasan ilmiah semata-mata.
Dia mesti mengawasi waktunya ketika berbicara supaya mereka tidak jemu mendengarkan ucapan yang mungkin terlalu panjang atau kurang menarik perhatian para hadirin. Ini semua hanyalah bayangan mengenai cara menyeru manusia kepada Allah. la hanyalah sebagai contoh, bukan untuk membatasi hikmah kebijaksanaan dan cara-cara sahibud-dakwah karena di sana banyak lagi cara yang lain yang dapat dikelola oleh sahibud-dakwah. Wabillahhitaufik.